في أماكنها بتوقيع بعضها فوق بعض الحروف وبعضها تحت الحروف، فغير الناس بعد حدوث النقط زمانًا طويلاً لا يكتبون دفترًا ولا كتابًا إلا منقوطًا، فكان مع استعمالهم النقط يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام، فكانوا يُتبعون ما يكتبون بالنقط مع الإعجام فإذا أغفل الاستقصاء على الكلمة فلم توفَّ الحقوق كلها من النقط والإعجام اعترافها التصحيف فالتمسوا حيلة ثالثة [فلما] لم يقدروا عليها قالوا فقد بان لمن عقل وأنصف من نفسه أن اعتراض التصحيف في هذه الكتابة، مع ما جُلب إليها من الزيادة في البيان بالنقط والإعدام، ليس إلا من ضعف الأساس.
قالوا: والتصحيف ربما عرض في الكلمة على مثالين وثلاثة وأكثر، وربما لم يعرض فيها بتة، فأما ما لا يعرض فيه بتة فمثل (طمع) فإنه لا تصحيف له إلا أن يوصل بغيره، وأما ما يعرض على مثالين فمثل (الوعد) من المدة و (الوغد) للرجل الخسيس، وأما ما يعرض على ثلاثة أمثلة فمثل (الضَّخْم) للسمين و (الصَّحْم) للاحمرار في السواد و (الضَّجَم) لميلان الشدق.
فأما الاسم الثلاثي إذا كانت حروفه كلها من التشابه وكانت مثالة في الخط على هذا (سـ) فإنها تصحف على أكثر من ثلاثين مثالاً نحو: