كما قالوا: جودةُ الخط إحدى البلاغتين، كما أن رداءه الخط إحدى الزمانتين.
وقالوا: المختار في صلاح الأقلام أن يُطال السنَّان وبُسمنا، وتُحرَّف القَطَّة وتُيمن، ويفرقّ بين السطور، ويجمعَ بين الحروف.
والوصف الجامع لاستعمال القلم قول مسلم بن الوليد الشاعر، فإنه قال لكاتب له لما تولى جرجان: حرّف قط قلمك ليعلق المداد به، وأرهف جانبيه ليرد ما استودعته إياه إلى مقصده وشقَّ في رأسه شقًا غير غائر لتحبس الاستمداد عليه، ورفع من شعبتيه لتجمعا حواشي تصويره، فإنك إن فعلت ذلك استمد القلم برشفه وقذف المادة إلى صدره، ثم أرسلها من شقيه بمقدار ما احتملت طيَّته فحينئذ يظهر ما سدّاه العقل، وألحمه اللسان، وبلَّته اللهوات، ولفظته الشفاه، ووعته الأسماع، وقبلته القلوب.
بسم الله: لما انتهيت، أدام الله عزك في الرسالة إلى هذا المنتهى، عزمت على قطع المواد عنها، ثم عرضت لي أشياء تليق بما تقدم منها فألحقتها بها مبوبة على سبعة أبواب.