للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأصمعي:

قال الرياشي: قلت لابن الأعرابي إن الأصمعي يرغم أن / المفازة/ إنما سميت مفازة تفاؤلاً إلى اسم الفوز، والنجاة منها، وإنما هي مهلكة، ومثل هذا التفاؤل قولهم للتَّديغ/ سليم/ تفاؤلاً إلى اسم السلامة والنجاة، فقال: ليس هذا بشيء، وإنما المفازة المهلكة، يقال: فاز الرجل إذا هلك ومات قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:

فَمَنْ لِلقوَافي شَانَها مَنْ يَجوكُها ... إذا مَا ثَوَى كَعْبٌ وفَوِّزَ جَروَلُ

ولو كان كما زعم لمَلزْم أن يقال في المضلَّة/ وفي المعطشة/ مرواة/ وأما السليم فإنما سليمًا لأنه أسلم لما به.

قال الرياشي: فذكرت ذلك للأصمعي فقال: لا يقال أسلم فهو سليم لأن/ مفعلاً/ لا يجئ منه فصيلٌ، فرددته على ابن الأعرابي فقال: أليس عمرو بن كلثوم يقول:

مشعشَعَةً كأنَّ الحُصِّ فيها ... إذا ما الماءُ خَالطَها سَخِينا

وقد قيل/ ماء مسخن/ وسخين/ فحكيته للأصمعي فلم يقبله، وقال: سخينًا؛ سخيت أنفسنا من السخاء لا من السخن، فقلت قوله لابن الأعرابي: فقال: قل له: فإنهم قد قالوا شراب/ منقع/ ونقيع/، وكلام/ مترص/ و/ تريص/، وشيء مبهم وبهيم وصبي موتم ويتيم؛ والقوم كان دأبهم

<<  <   >  >>