مولاهم المدني ثقة من (٤) روى عنه في (٦) أبواب (عن عبد الله بن عمر) رضي الله عنهما وهذا السند من سداسياته (أن رجلًا من الأعراب) قال في التنبيه لم أر من ذكر اسم هذا الرجل ولا اسم أبيه الوادّ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه (لقيه) أي لقي ذلك الرجل لعبد الله بن عمر (بطريق مكة) أي في طريقها في سفره إليها (فسلّم عليه) أي على ذلك الرجل (عبد الله) بن عمر (وحمله) أي وحمل ابن عمر ذلك الرجل (على حمار كان) ابن عمر (يركبه) أي يركب ذلك الحمار بنفسه (وأعطاه) أي وأعطى ابن عمر ذلك (عمامة كانت على رأسه) أي على رأس ابن عمر (فقال) عبد الله (بن دينار فقلنا له) أي لابن عمر (أصلحك الله) تعالى أي وفّقك الله بكل صلاح (إنهم) أي إن قوم هذا الرجل هم (الأعراب) أي سكان البوادي (وإنَّهم) أي وإن الأعراب (يرضون باليسير) أي بالقليل من العطاء فلم أعطيت له هذا العطاء الكثير من الحمار والعمامة (فقال عبد الله) بن عمر (أن أبا هذا الرجل) الذي أعطيته (كان ودًا) بضم الواو وكسرها وتشديد الدال أي صديقًا العمر بن الخطاب) رضي الله عنه والود في الأصل مصدر بمعنى المودة والمحبة ثم استعير لصاحب المودة من إطلاق المصدر وارادة الوصف (واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنَّ أبرَّ البرِّ) للوالدين أي إنَّ أشد البر وأفضله وأكثره ثوابًا (صلة الولد) وإحسانه وإكرامه (أهل ودّ) ومحبة (أبيه) وصداقته أي إكرامهم بالعطايا والزيارة ففي الحديث فضل صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم وهو متضمن لبر الأب وإكرامه لكونه بسببه وتلتحق به أصدقاء الأم والأجداد والمشايخ والزوج والزوجة وقد سبقت الأحاديث في إكرامه صلى الله عليه وسلم خلائل خديجة رضي الله عنها وأخرج أبو داود في سننه [٥١٤٢] عن أبي أسيد رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله هل بقي من برِّ أبويَّ شيء أبرهما به بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما.