المقرئ قال حدثنا حيوة) بن شريح (أخبرني أبو هانئ) حميد بن هانئ (أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبليّ) عبد الله بن يزيد المصري (أنّه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص) رضي الله عنهما (يقول) وهذا السند من سداسياته (أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بني آدم كلِّها) بالنصب على أنه تأكيد لقلوب كائنة (بين إصبعين من أصابع الرحمن) حالة كونها (كقلب واحد) صفة أولى لقلب وجملة قوله (يصرّفه) أي يصرّف ذلك القلب ويقلبه (حيث يشاء) إن شاء قلبه إلى الهداية وإن شاء قلبه إلى الغواية والأصبع صفة من صفات ذاته تعالى نثبتها ونعتقدها لا نمثلها ولا نكيفها ولا نؤولها وفي رواية ابن ماجه عن النواس بن سمعان زيادة "إن شاء" الرحمن هدايته "أقامه" أي أثبته على الطريق المستقيم "وإن شاء" خذلانه "أزاغه" أي أماله وأضفه عن طريق الهدى والرشاد (ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرّف القلوب) أي مقلبها إلى ما شاء من هداية أو غواية (صرّف قلوبنا) أي قفب قلوبنا ووجهنا إلى دينك القويم وثبتها (على طاعتك) وعبادتك ولا تزلزلها عن طاعتك قال الأبي والمعنى أن القلوب غير ثابتة على شيء فليحذر العاقل بقلبه وليفزع إلى ربه في حفظه اهـ.
وهذا الحديث مما انفرد به الإِمام مسلم رحمه الله تعالى ولكنه شاركه أحمد [٢/ ١٦٨].
ثم استدل المؤلف على الجزء الرابع من الترجمة وهو كون كل شيء بقدر بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال:
٦٥٩٢ - (٢٦٣١)(١٩٨)(حدثني عبد الأعلى بن حماد) بن نصر الباهلي البصري المعروف بالنرسيّ نسبة إلى نرس نهر بالكوفة عليه عدة قرى ثقة من (١٠) روى عنه في