عدد الخلق ثم زنة عرشه التي لا يعلمها إلا هو سبحانه ثم ارتقى إلى ما هو أعظم وعتر عنه بهذا اللفظ الذي لا يحصيه عدد، وقيل مداد كلماته مثلها في العدد، وقيل مثلها في أنها لا تنفد، وقيل مثلها في الكثرة والأظهر أن ذلك كناية عن الكثرة ليس أنها مثلها في العدد ولا مثلها في الكثرة لأن كلماته سبحانه غير متناهية فلا يُلحق بها المتناهي في العدد ولا في الكثرة اه منه.
والحديث دليل على فضل هذه الكلمات وأن قائلها يدرك فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور ولا يقال إن مشقة من قال هكذا أخف من مشقة من كرر لفظ الذكر حتى يبلغ إلى العدد المذكور فكيف ينال فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور (قلت): إن هذا باب منحه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعباد الله وأرشدهم ودلهم عليه تخفيفًا لهم وتكثيرًا لأجورهم من غير تعب ولا نصب فلله الحمد والمنة اه من التحفة، وقال القرطبي: وإنما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور على جهة الإغياء والكثرة التي لا تنحصر منبهًا على أن الذاكر بهذه الكلمات ينبغي له أن يكون بحيث لو تمكن من تسبيح الله وتحميده وتعظيمه عددًا لا يتناهى ولا ينحصر لفعل ذلك فحصل له من الثواب ما لا يدخل تحت حساب اه من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [/١ ٢٥٨]، وأبو داود في الصلاة باب التسبيح بالحصى [١٥٠٣]، والترمذي في الدعوات باب [١١٧/ رقم ٣٦٢٦]، والنسائي في السهو نوع آخر من عدد التسبيح [١٣٥٢]، وابن ماجه في الأدب باب فضل التسبيح [٣٨٥٣].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٧٤٣ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق) بن إبراهيم (عن محمد بن بشر) العبدي الكوفي (عن مسعر) بن كدام الهلالي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (عن محمد بن عبد الرحمن) بن عبيد التيمي الكوفي، ثقة، من (٦)(عن أبي رشدين) بكسر الراء وسكون الشين (عن ابن عباس عن جويرية) رضي الله