الله عليه وسلم قال: إن لله مائة رحمة أنزل منها) أي من تلك المائة في الأرض (رحمة واحدة) مقسومة (بين الجن والإنس والبهائم) أي المواشي والدواب والسباع والطيور (والهوام) أي هوام الأرض وحشراتها من الحيات والعقارب والأوزاغ (فيها) أي فبتلك الرحمة الواحدة (يتعاطفون) أي يتشافقون أي يعطف بعضهم على بعض (وبها يتراحمون) أي يرحم بعضهم على بعض، وهو بمعنى ما قبله أو شدة الرحمة (وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعًا وتسعين رحمة) أي أخّرها إلى الآخرة (يرحم) الله سبحانه (بها) أي بتلك التسعة والتسعين (عباده يوم القيامة).
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث سلمان الفارسيّ رضي الله عنهما فقال:
٦٨٠٣ - (٢٧٣١)(٨١)(حَدَّثني الحكم بن موسى) بن أبي زهير البغدادي أبو صالح القنطري نسبة إلى القنطرة موضع ببغداد، صدوق، من (١٠) روى عنه في (٧) أبوإب (حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ) العنبري البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٩)(حَدَّثَنَا سليمان) بن طرخان (التَّيْميّ) البَصْرِيّ، ثِقَة، من (٤)(حَدَّثَنَا أبو عثمان النهدي) عبد الرَّحْمَن بن مل الكُوفيّ (عن سلمان الفارسيّ) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) سلمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله مائة رحمة فمنها) أي فمن تلك المائة (رحمة) واحدة (بها) أي بتلك الواحدة (يتراحم الخلق) أي يرحم أهل الأرض بعضهم بعضًا فيما (بينهم وتسعة وتسعون) من المائة مدخرة (ليوم القيامة) ليرحم الله بها المُؤْمنين خاصة.
وهذا الحديث انفرد به الإِمام مسلم عن أصحاب الأمهات الست.