وسلم سبي أي نساء وذراري مسبيات من الكفار وكانت من سبي هوازن كما صرح به الحافظ في الفتح [١٠/ ٤٣٠](فإذا امرأة من السبي تبتغي) وتطلب ولدًا لها في السبيّ، قال النووي: هكذا هو في جميع نسخ صحيح مسلم (تبتغي) من الابتغاء وهو الطلب، قال القاضي عياض: وهذا وهم، والصواب ما في رواية البُخَارِيّ (تسعى) بالسين من السعي، [قلت]: كلاهما صواب لا وهم فيه فهي ساعية وطالبة ومبتغية بابنها اه (إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته) ولم أقف على اسم هذا الصبي ولا على اسم أمه اه تنبيه المعلم. وكانت فقدت صبيها وتضررت باجتماع اللبن في ثديها فكانت إذا وجدت صبيًا أرضعته ليخف عنها أو كانت لا تصبر عن ولدها فكلما وجدت صبيًا حملته لتسلي نفسها به، قال عمر:(فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون) أي هل تظنون (هذه المرأة طارحة ولدها في النَّار) مع هذه الشفقة عليه (قلنا لا) تطرحه في النَّار (والله) أي أقسمنا لك بالله (وهي) أي والحال أنها (تقدر على أن لا تطرحه) بعدم إجبارها عليه (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله) بلام الابتداء أي الله سبحانه (أرحم) أي أشد رحمة (بعبادة من) رحمة (هذه) المرأة (بولدها).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في الأدب باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته [٥٩٩٩].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٦٨٠٧ - (٢٧٣٣)(٨٣)(حَدَّثَنَا يحيى بن أَيُّوب) المقابري البغدادي (وقتيبة) بن سعيد (و) علي (بن حجر) السعدي المروزي (جميعًا عن إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير