للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ الْحَسَنِ؛ قَال: دَخَلَ عُبَيدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ عَلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَهُوَ وَجِعٌ، فَسَأَلَهُ فَقَال: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَمْ أَكُنْ حَدَّثْتُكَهُ. إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَال: "لَا يَسْتَرْعِي اللهُ عَبْدًا رَعِيَّةً، يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهَا، إِلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ" قَال: ألا كُنْتَ حَدَّثْتَنِي هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَال: مَا حَدَّثْتُكَ، أَوْ لَمْ أَكُنْ لأُحَدَّثَكَ

ــ

وغيرهم، وثقه أحمد، وأبو حاتم، وقال في التقريب: ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة، ولد بالكوفة، ونشأ بالبصرة، وكان من سادات أهل زمانه علمًا وحفظًا وإتقانًا وسُنةً وبغضًا لأهل البدع، مات سنة (١٣٩) تسع وثلاثين ومائة، روى عنه المؤلف في ثلاثة عشر بابًا تقريبًا.

(عن الحسن) بن أبي الحسن البصري، أبي سعيد الأنصاري، من الثالثة (قال) الحسن (دخل عبيد الله بن زياد) ابن أبيه ابن أبي سفيان (على معقل بن يسار وهو) أي والحال أن معقلًا (وجِعٌ) أي ذو وجعٍ وألم، أي مريض مرضًا مات به (فسأله) أي فسأل عبيد الله معقلًا عن الأحاديث النبوية، أو فسأله عن حال مرضه، والأول أوفق لما بعده (فقال) معقل في جوابه (إني محدثك) يا عبيد الله -وكان أميرًا على البصرة- (حديثًا لم أكن حدثتكه) فيما مضى، قبل اليوم، وجملة الكون صفة لحديثًا، ولكنها سببية، وذلك الحديث (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يسترعي الله عبدًا رعية) أي لا يستحفظ الله سبحانه وتعالى عبدًا من عباده قومًا من المسلمين، ويوليه عليهم، ويجعله خليفة عنه فيهم فـ (ـيموت) بتقدير الفاء العاطفة السببية الواقعة في جواب النفي، نظير قوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيهِمْ فَيَمُوتُوا} والتقدير: لا يكون استرعاء الله سبحانه عبدًا من عباده قومًا من المسلمين فموته (حين بموت وهو) أي والحال أنه (غاش) غير ناصح (لها إلا حرم الله عليه الجنة) أصلًا وابتداءً (قال) عبيد الله (ألا) أي هلا (كنت حدثتني هذا) الحديث (قبل اليوم) في زمان صحتك قبل الوصول إلى هذه الحالة، وألا بالتشديد حرف تحضيض، وهو الطلب بعنف وإزعاج، أو عرض وهو الطلب برفق ولين، وهذا الأخير هو المناسب هنا، لأنه في مقدمات الموت (قال) معقل لعبيد الله (ما حدثتكـ) ـه قبل اليوم لأنك لا تتعظ ولا تنزجر ولا يؤثر فيك، أو لأني خفت من شرك وفتنتك، وكلمة أو في قوله (أو) قال معقل لعبيد الله (لم أكن) فيما قبل اليوم مريدًا (لأحدثك) لأنك صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>