الياء من الإهداء أي لم يسق الهدي (فليحلل) بفتح الياء وكسر اللام أي فليخرج من الإحرام بحلق أو تقصير (ومن أحرم بعمرة وأهدى) أي ساق الهدي فليدخل الحج على العمرة فيكون قارنًا (فلا يحل) بالنفي، ويحتمل النهي اهـ ملا علي أي فلا يحل من إحرامه حينئذ (حتى ينحر هديه) بمنى (ومن أهل بحج) فقط (فليتم حجه) سواء ساق الهدي أم لا، قال عروة (قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فحضت) أنا في سرف (فلم أزل حائضًا حتى كان) أي جاء (يوم عرفة ولم أهلل) أي لم أحرم أنا أولًا (إلا بعمرة) فقط ولم أسق الهدي فمنعني الحيض من إتمام عمرتي فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنقض) وأفك ضفر شعر (رأسي وأمتشط) أي أسرحه بالمشط وأغتسل غسل إحرام الحج (وأهل) أي أحرم (بحج وأترك) إتمام عمل (العمرة) لعارض الحيض (قالت) عائشة (ففعلت ذلك) الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقفت بعرفة ورميت الجمرة وطفت الإفاضة (حتى إذا قضيت) وأتممت (حجتي) شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يرجع الناس غيري بعمرة منفردة عن حجة وبحجة منفردة. عن عمرة، وأرجع أنا بحجة ليس لي عمرة منفردة عن حج. حرصت بذلك على تكثير الأفعال كما حصل لسائر أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابة الذين فسخوا الحج إلى العمرة وأتموا العمرة وتحللوا منها قبل يوم التروية وأحرموا بالحج يوم التروية من مكة فحصل لهم حجة منفردة وعمرة منفردة، وأما عائشة فإنما حصل لها عمرة مندرجة في حجة بالقران فأرادت عمرة مفردة كما حصل لبقية الناس اهـ قسطلاني فـ (بعث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم) أخي (عبد الرحمن بن أبي بكر) الصديق رضي الله عنهم، وأمه أم رومان والدة عائشة فهو شقيقها، وكان اسمه عبد الكعبة فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، وتأخر إسلامه إلى أيام