للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إنّ الثمانين - وبلّغتها - ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

قال: "بلَّغتها" حشوة ولكنّها حشوة اللَّوزينج، ثمّ ينشد البيروني قول عدي بن زيد:

ولو كنت الأسير - ولا تكنه - ... إذًا لعلمت معه ما أقول

ويشفعه بيتين لذي الرمة:

أسيلة مجرى الدمع هيفاء طفلة ... رداح كإيماض الغمام ابتسامها

كأنَّ على فيها - وما ذقت طعمه - ... مجاجة خمر طاب فيها مدامها

وإذا سمح صاحبنا قطعت كلامه - ولا أدري من أي نوع تكون هذه الحشوة عند ابن عباد - وأنشدته قول أبي صعترة البولاني:

فما نطفة من حبِّ مزنٍ تقاذفت ... به جنبتا الجوديِّ والليل دامس

فلمّا أقرَّته اللِّصاب تنفست ... شمالٌ لأعلى مائه فهو قارس

بأطيب من فيها - وما ذقت طعمه - ... ولكنني فيما ترى العين فارس (١)

ويفسّر البيروني قول ذي الرمة بقول ابن الرومي:

وما ذقته إلاّ بشيم ابتسامها ... وكم مخبر يبديه للعين منظره

ثمّ يرجع إلى قول العقيلي، ويقارن بينه وبين الأبيات التي أنشدها من قبل ويعلّق عليه تعليقًا طريفًا فيقول: "واللؤلؤ في هذا البيت على خلافه، فإنه وقر في الأسماع، وقذًى في العين، وخناق في الآناف، وصابٌ في الأفواه، وشوك في اللمس، وقضَّة في المضجع". ويقارنه بقول الوأواء، فيقول:

أبيض واصفرَّ لاعتلال ... فصار كالنرجس المضعَّف

يرشح منه الجبين قطرًا ... كأنَّه لؤلؤ منصَّف (٢)


(١) حماسة أبي تمام بشرح المرزوقي تحقيق أحمد أمين وعبد السلام هارون، الطبعة الثانية، القاهرة، ٣: ١٢٨١.
(٢) في المطبوعة: "لاعتدال" و"فصال" مكان "لاعتلال فصار" وهو تحريف، انظر ديوان =

<<  <   >  >>