(فوطن فلا رد لما بت فانقضى ... ولكن بغوض أن يقال عديم)
فهذا على معنى: ليس، والعل فيه كالعلة في: لا براح، إلا أن هذا قد ذكر فيه الخبر.
وقال الشاعر:
(بكت حزنا واسترجعت ثم آذنت ... ركائبها أن لا إلينا رجوعها)
فليس يجوز أن تعمل في مثل هذا الموضع؛ لأن الاسم معرفة، وقد وقع - أيضا - بينه وبين (لا) الفصل، فهو الموضع الذي يقتضي التكرير، إلا أن الشاعر تركه ضرورة، كأنه قال: أن لا إلينا رجوعها، ولا إلى البقعة التي انتقلت عنها.
وإذا فصل بين (لا والاسم النكرة بحشو؛ لم يجز إلا تكرير (لا)؛ لأنه الموضع الذي لا تعمل فيه.
وفي التنزيل:{لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ}[سورة الصافات: ٤٧]، فهذا على النفي العام، إلا أنه خرج مخرج الخاص؛ لأجل العطف بالمعرفة.
ولا يجوز: لا فيها أحد، إلا على ضعف؛ لأنه الموضع الذي يقتضي