والأظهرُ في الإنكارِ أن يكونَ لما ذُكرَ, ويحتملُ أن يكونَ لخلاف ما ذُكرَ بدليلِ الشُّهرةِ أنَّ ذلك ليس مما يُجهلُ.
وشاهدهُ قولُ أعرابيِّ من أهل الباديةِ, وقد قيل لهُ: أتخرُجُ إن أخصبت الباديةُ؟ فقال: أأناإنيه, مُنكراً لخلافِ الخُروج.
وكذلك إذا قالَ: قدمَ زيدٌ؛ فقُلتَ: أزيدنيه, فإنَّه يجوزُ الإنكارُ لخلاف القدومِ؛ لشُهرتِهِ إلى حدِّ لا يُجهلُ مثلُه.
وإذا قال القائلُ: لقيتُ زيداً وعمراً؛ قُلتَ: أزيداً وعمرنيه, فألحقتَ العلامةَ في الثاني دون الأولِ؛ ليكونَ في مُنتهى الكلامِ على ما بيَّنا قبلُ.
وإذا قال القائلُ: ضربتُ عُمرَ؛ جاز: أضربتَ عُمراه, وأعُمراه, ولو قال: هذا عُمرُ؛ لم يجُز أن تقولَ: أقُلتَ عُمرُوه؛ لأنَّك قد أخرجتهَ عن حكايةِ كلام المسؤول بزيادتك: أقُلتَ.