للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتعملُ لن؛ لأنها تقلت الفعلَ إلى الاستقبالِ والنفيِ, وتعملُ النصبَ؛ لأنَّها نقلتهُ إلى معنىً يكونُ للاسمِ كما نقلتهُ أن, وكي.

وتعملُ إذن؛ لأنَّها نقلت الفعلَ إلى الاستقبالِ والجوابِ, وتعملُ النصبَ؛ لأنَّها على قياسِ (أن) في الاستقبالِ.

فهذه الأربعةُ كُلُّها على قياسٍ واحدٍ في نقلِ الفعلِ إلى الاستقبالِ؛ ولذلك عملت النصبَ خاصة؛ لتجريَ على طريقةِ (أنْ) التي قد وجبَ لها ذلك؛ لشبهِ (أنَّ) الشديدةِ في معنى المصدرِ.

وقال الخليلُ في لن: أصلُها: لا أن, ولكنها حُذفت. ووجهُ هذا القولِ أنه لما كان ينبغي تقليلُ الأصُولِ, وتكثيرُ الفروعِ؛ لتُضبطَ الأصولُ, وتنعقدَ في النفسِ على أمكنِ ما يكونُ, وتقتضي فرُعها, فتُغنيَ بحفظِها عن حفظِ فرُعها؛ راعي هذا الأصلَ, فوجد (لن) يتوجهُ فيها أن ترجعَ إلى (أن) كما ترجعُ الحروفُ المُضمنةُ بمعنى: أن, فردَّها إليها؛ لهذه العلةِ.

<<  <   >  >>