للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا شاهد في أنه يصلح أن يعطف بها, وهي حرف من حروف الابتداء عليها وهي حرف على معنى الغاية.

وذكر سيبويه أن هذه التي يبتدأ بعدها الاسم هي التي يرفع بعدها الفعل, وذلك يدل على أنها في الموضعين حرف من حروف الابتداء.

وتقول: سرت وسار حتى ندخلها, فظاهر هذا التفصيل يقتضي أن الفعلين لم يجتمعا في معنى السبب, ولكن قد أجاز / ١٠٩ ب سيبويه الرفع على أنه فصل للتأكيد, ومعناه: [سرنا] حتى ندخلها, فهذا لا يمتنع.

وتقول: سرت حتى أسمع الأذان, فوجهه سيبويه على النصب, ولم يسوغ في مثل هذا الرفع, ووجه ذلك أنه كلام مبني على الغرض, إذ الغرض في هذا: سرت حتى يؤذن الناس, وإنما دخل (أسمع) على

ضرب من ضروب التأكيد, وليس يمتنع لو كان غرضه أن يسمع الأذان, لا الأذان يرفع, لأنه يصير سيره أدى إلى سماعه الأذان هناك, ولو لم يسر لم يسمع الأذان في ذلك الموضع, وهذا شبيه باللغز لخروجه عن أغراض الناس في غالب الأمر.

وتقول: سرت حتى أكل, لأن سيرك أدى إلى الكلال.

وسرت حتى أصبح, لا يجوز إلا بالنصب, لأن سيرك لا يؤدي إلى الصبح, إنما يؤدي إليه طلوع الفجر.

<<  <   >  >>