للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا على إضمار الهاء, وهي مع ذلك غير عاملة في اللفظ, فوقع: من يأتني آته, موقع الخبر, وإنما لم تخفف إلا على إضمار الهاء, لما تقتضيه حالها من تغيير الكلام إلى معنى المصدر مع التأكيد الذي فيها, فلم يجز أن تلغى من العمل كما يلغى ما هو للتأكيد فقط, فلذلك قدر معها الهاء, لئلا يقع بها الإخلال في الحذف والإلغاء من العمل, مع ما يقتضى لها أن تعمل في اللفظ كما هي عاملة في المعنى بتغييرها الكلام إلى المصدر, وليس كذلك (إن) المخففة, لأن دخولها كخروجه إلا بمقدار التأكيد, فصلح أن تلغى في التخفيف, ولم يصلح في: أن.

وقال الشاعر: أكاشره وأعلم أن كلانا ... على ما ساء صحابه حريص

فهذا على الإضمار, بتقدير: وأعلم أنه كلانا.

ويجوز في: كان, وليس, إضمار الغائب من غير ذكر علامة له, لأن تقدم الذكر قد أغنى عن إظهار علامة, وليس كذلك المخاطب, والمتكلم, ولا يجوز حذف علامة المخاطب, أو المتكلم, لأن الفاعل لا يحذف, فليس يجوز: كان من تأته تعطه, على معنى: كنت من تأته تعطه.

وقال الأعشى:

في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل

فهذا لا يجوز إلا على: أنه هالك, لما بينا من لزوم الإضمار في (أن) , وإن دخلت على الاسم, وهو يضعف قليلًا, لذهاب العروض, وهو مع الفعل أضعف, لأنه

<<  <   >  >>