للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقول: إن تأتني فهو خير لك وأكرمك, فيجوز فيه ثلاثة أوجه: الرفع بالعطف على موضع ما بعد الفاء, والجزم بالعطف على موضع الفاء, والنصب على الصرف. وكذلك: إن تأتني فأنا آتيك وأحسن إليك.

وفي التنزيل: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} , فهذا على ما بعد الفاء.

ويجوز في مثله الجزم كما قال جل وعز: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} بالجزم والرفع, قرئ بهما جميعًا.

وتقول: إن تأتني فلن أوذيك وأستقبلك بالجميل, بالرفع والجزم, ولا يجوز النصب بالعطف, لأنه لا يجتمع نفي الاستقبال بالجميع مع نفي الأذى, لأنه لو قال: لن أستقبلك بالجميل, لدل على الأذى, ولا يصلح النصب على الصرف, لما فيه من الإبهام.

وتقول: إن أتيتني لم آتك وأحسن إليك, فيجوز بالرفع, والجزم, والنصب, إلا أن الجزم على العطف يضعف, لأن (لم آتك) إذا عطف عليه, صار بمنزلة: إن أتيتني لم أحسن إليك, وهذا ضعيف في الكلام.

ويضعف (أفعل) مع: فعلت, ومع: لم أفعل, لخروجه عن المشاكلة.

وتقول: أفعل إن شاء الله, فيدل على وقوع الفعل, لأن (إن شاء الله) مخرجه

<<  <   >  >>