للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما سمع بذلك مولاى محمد نهض للإيقاع به قبل استفحال أمره، فأخرج الرشيد لقواده القيود والأغلال التي كانت عليه لما كان في سجن أخيه، وقال لهم: هذه الأغلال التي كانت على بسجن أخي فهل لكم أن تنتقموا لى منه، فأجابوه بالموت دون نصرته، ولو أتى السيف على آخرهم.

فوصلهم بأموال طائلة، ولما التقى الجمعان كان النصر للرشيد فهزم ثانية، واقتفى أثره الرشيد لتافلالت وحاصره إلى أن مات.

ثم بعد ذلك بمدة أتاه يعنى الرشيد وفد من مكناس لتقديم طاعتهم له، فولى عليهم أخاه مولانا إسماعيل هـ الغرض فليحرر.

والأمير المذكور في كلامه ليس هو مولاى محمد بدليل أول الكلام، وإنما المراد به على بن سليمان المذكور، ثم لا يصح أن يكون هذا الأسير النقول عنه شاهدا ما حكاه، لأنه إنما أسر في الدولة الرشيدية، وهو هنا يحكى ما كان قبل زمن أسره، فبالضرورة أن حديثه هذا إنما رواه عن غيره، ولعل ذلك الغير غير ثقة إن لم نقل الراوى لم يتثبت أو تعمد الزيادة والنقصان، خصوصا وكلام مؤرخى الإسلام لا يساعده في كثير من فصوله، فلهذا أشرت إلى أنَّه في عهدته بقولي فليحرر.

وانظر قوله وحاصره إلى أن مات، فإنه ظاهر في أن الحصار والموت كانا بتافلالت، والواقع يفنده.

قال في نشر المثانى (١) في حوادث عام ١٠٧٥: حرك مولاى محمد لأخيه مولاى رشيد فهزم مولاى محمد وقتل يوم الجمعة الثامن من المحرم، ودفن بدار ابن مشعل على نصف مرحلة من تازا، أو أكثر شرقا، وأنه لما قتل ابن مشعل


(١) موسوعة أعلام المغرب ٤/ ١٥٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>