للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تتلاقى معهم كذلك ويلقوا عليك من الحجج ما يعمر ذهنك ويثقل ظهرك على عادتهم في التعلق بالأمور الواهية، وتصحيح الحجج المتلاشية، فتذهب خفيفا وتئوب مثقلا.

ولذا أردنا تنبيهك لقضايا شنيعة وقعت بهذه الإِيالة لتنظر في رتق خرقها، وتدارك أمرها معهم حتى تحسم مادة فسادها، وإن كانت كلها مرت على يدك وتداولها ذهنك مخافة أن تكون نسيتها أو أهملتها: فمن جملتها قضية مسعود ولد عبد القادر التلاوى الذى مكث الزمان الطويل في الحرمات وهو مطالب بالأموال الثقيلة التي احتجناها وخان فيها مدة ولاية والده ومدة ولاية أخيه وبعد موته مما هو من حقوق الناس ومال بيت المال، وكان يتلوى هكذا وهكذا، ولم يوجد في تلك المدة من يقول إنه في حمايته أو متعلق به، حتى إذا وجد فلتة ركب برأسه وذهب إلى الصويرة، فوجد نائب النجليز هناك فحماه ومنعه من المخزن على وجه الخرق للقانون والخروج عن الحد، مع أن المتعلق بالخدمة لا يدخل تحت حماية أحد، ومع هذا فلم يكف عن فساده بل صار يفعل بفساده ما أراد، ويعطى العدة والبارود للفسّاد من قبيلته ويغريهم على الخروج على العامل وإيقاد نار الفتنة متجاهرا بذلك من غير استتار ولا استخفاء، فهل هذا الفعل من القانون؟ وهل الصبر على مثل هذا من الحق؟ وهل يستقيم حكم لأحد مع بقاء هذا على حاله؟

ومن جملة موبقاته أنه تلاقى برجل من امتوكة على يد اليهودى قرقوز وغره على أنه يصرف له عدة ريال بالضبلون حتى حار منه ثمانية آلاف ريال، وتقاعد له عليها ومنعه منها ولم يذعن لحكم حاكم ولا لأمر آمر، ولعل القضية تكون وصلتك بأبسط من هذا، فكيف يسوغ السكوت على مثل هذا!

ومن جملتها قضية الشريف الذى قتله الصبنيولى بطنجة، وكانوا زعموا أنهم أرادوا الحكم على القاتل وتحيلوا حتى أخرجوه من البلاد، ثم صاروا يتلاعبون،

<<  <  ج: ص:  >  >>