للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: وصلنا كتابك تذكر فيه أنه كان بلغك أن قائد الصويرة قبض أناسا من أهل سوس مكاففة فيما على إخوانهم الفارين من الديون لتجار النصارى وسجنهم حتى أعطوا ما بأيديهم، فطلب منه القونصو إبقاءهم مثقفين في الباقى حتى يتفاصل إخوانهم الفارون مع أرباب الديون، فاستبعدت ذلك ولم تعلم حينئذ مستنده فيه، فكتبت له بعدم المكاففة وبعدم قبض البرئ في الغريم الفار من الدين، ثم كتب التجار في ذلك لنوابهم وتكلم معك فيه قونصو المركان فحاججته بما ذكر فأجابك بانا أذنا لعامل الصويرة في ذلك متابعة لمولانا المقدس بالله واحتياطا لأموال التجار، وأطلعك على نسخة من كتابنا الشريف بالعدول فأجبته حينئذ بأن لا محيد عن الامتثال، وأنه لابد من الاقتصار على الرسوم القديمة التي كانت قبل تاريخ صدور المنع الذى أوهمت أنه من قبلنا عملا بما كنا أمرناك به من التنبيه بما وقع في ورديغة، فأدخلت في ذلك كل القبائل التي لا تنالها الأحكام منهم دواخل سوس، وتكلمت مع النواب بأن ما يتجدد بعد ذلك لا يقبض فيه أحد ممن يتسوق المدينة للمصلحة التي أشرت إليها، وأفصحت لهم عن هذا الشرط فاستصوبوه، وكتبت للعامل بالمشى على العادة على الشرط المذكور من كونه في الرسوم القديمة لا غير، فلم يلتفت لما كتبت له به، وبقى الأمر موقوفا فأكثروا عليه من الاسترعاءات، وكتب لقونصو الصويرة بما في النسخة التي دفعها لك باشدور النجليز، ووجهتها مع ما كتب لك به هو في القضية طالبا رفعها لجانبنا العالى بالله لنجرى أمر التثقيف على الرسوم القديمة، ذاكراً أن ذلك إن لم يقع لابد من إحضار المدينين كما في الشروط حسبما في كتابه الذى وجهت.

<<  <  ج: ص:  >  >>