للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"خديمنا الأرضى الحاج محمد الزبدى، أعانك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد وصلنا كتابك أخبرت فيه بأن أخانا مولاى العباس كتب لكم من القصر يستفهمكم عن تعيين محل رباط المحلة هل بعد الغربية كما قدمتم أو بغيره، فظهر لكم أن تربط بموضع يقال له ابن قلى قرب الوادى للمصلحة التي بينت، وأن يربط الطالب عبد السلام بن عبد الكريم بالحد المذكور حتى يظهر لكم ما تقتضيه المصلحة من إبقائه به أو انتقاله لغيره، لما ثبت لديكم من أن الكافر دمره الله يحمل عسكره المخذول بسبتة قاصدا تطوان حسبما جدد لكم الإعلام به نائب النجليز الذى تأخر عن السفر مع نواب الأجناس، وطلب أن يبقى بمدشر من المداشر التي بحوز المدينة فساعدتموه وكلفتم بحراسته بعض أصحاب العامل لكونه طلبهم أيضا، وأن القمح كان وصل إلى واحد وعشرين أوقية للمد هنا كلم فساقت الأقدار مركبا منه وتعين نزوله هنا كم. وصار يباع قمحه بإحدى عشرة أوقية للمد، وأن الطالب التهامى بن عبد السلام وجه لكم المعلمين الطبجيين الرباطيين اللذين قدمت إعلامنا بهما.

أما ما ذكرته في شأن الرباط فقد كتبنا لأخينا مولاى العباس حفظه الله بأن ما اقتضته المصلحة في ذلك يفعله، وأما ما ذكرته في شأن القمح فذاك من الألطاف الخفية، وأما ما فعلتموه مع نائب النجليز فذاك المراد وقد أحسنتم فيه، وأما ما ذكرتموه من وصول الطبجيين إليكم من العرائش صار بالبال، ولم تخبرونا هل وصلكم الطبجية الذين كتبنا عليهم للعدوتين ولا الذين وجهنا لكم من حضرتنا العالية بالله؟ فلا بد أخبرونا إن وصلوكم، فإن الأمناء أخبرونا أنهم زودوهم ووجهوهم إليكم، وبقى المخاطر متشوقا لخبرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>