للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِسْلاخها: من سودة بنت زمعة، من امرأة فيها حدة، قالت: فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة. قالت: يا رسول الله، قد جعلتُ يومي منك لعائشة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسِمُ لعائشة يومين: يومها ويوم سودة، زاد في رواية: قالتْ: " وكانتْ أول امرأةٍ تزوُجها من بعدي.

وقول عائشة فيها حدة: وردت من قبل في وصف سودة وفسرناها على ظاهرها، ولكن النووي فسرها تفسيراً آخر وذلك من زيادة أدبه فقال: لم تُرِدْ عائشة عيب سودة بذلك، بل وصفتها بقوة النفس وجودة القريحة وهي الحدة هنا.

قال ابن حجر: قوله (إن سودة بنت زمعة) هي زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان تزوجها وهو بمكة بعد مت خديجة ودخل عليها بها وهاجرت معه. ووقع لمسلم من طريق شريك عن هشام في آخر حديث الباب "قالت عائشة: وكانت أول امرأة تزوجها بعدي" ومعناه عقد عليها بعد أن عقد على عائشة، وأما دخوله عليها فكان قبل دخوله على عائشة بالاتفاق، وقد نبه على ذلك ابن الجوزي. قوله (وهبت يومها لعائشة) تقدم في الهبة من طريق الزهري عن عروة بلفظ "يومها وليلتها" وزاد في آخره "تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم". ووقع في رواية مسلم من طريق عقبة بن خالد عن هشام "لما أن كبرت سودة وهبت" وله نحوه من رواية جرير عن هشام، وأخرج أبو داود هذا لحديث وزاد فيه بيان سببه أوضح من رواية مسلم، فروى عن أحمد بن يونس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة بالسند المذكور "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم" الحديث، وفيه "ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله يومي لعائشة، فقبل ذلك منها، ففيها وأشباهها نزلت {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} الآية" وتابعه ابن سعد عن الواقدي عن ابن أبي الزناد في وصله، ورواه سعيد بن منصور عن ابن أبي الزناد مرسلاً لم يذكر فيه عن عائشة، وعند الترمذي من حديث ابن عباس موصولاً نحوه، وكذا قال عبد الرزاق عن معمر بمعنى ذلك (١)،


= المسلاخ: هو الجلد ومعناه أن أكون أنا هي.
من امرأة: قال القاضي: من هنا للبيان واستفتاح الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>