للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} (١) قال: ويحَك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى ربه مرتين.

وفي أخرى (٢) له: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} قال ابن عباس: قد رآه صلى الله عليه وسلم.

وله في أخرى (٣): {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قال: رآه بقلبه.

هذا الخبر وما ماثله يقيد الأخبار المطلقة التي جاءت عن ابن عباس في الرؤية، فيجب حمل مطلقها على مقيدها، قال الحافظ: وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال: لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينيه إنما رآه بقلبه. (م).

أقول: رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج بقلبه أو بعينيه، أو أنه لم يره أصلاً وإنما رأى جبريل، قضية خلافية منذ عصر الصحابة، وقد اختلف الترجيح فيها بين العلماء فكثير من أعلام العلماء رجحوا الرؤية البصرية كالنووي رحمه الله، وكثير منهم رجح الرؤية القلبية كالحافظ ابن حجر، وقد رأينا مذهب ابن مسعود في ذلك، وما اختلف فيه أهل السنة والجماعة فالمر فيه واسع.

٢٨٥٥ - * روى الترمذي عن الشعبي (رحمه الله) قال: لقيَ ابنُ عباس كعباً بعرفةَ، فسأله عن شيءٍ، فكبر، حتى جاوبتهُ الجبالُ، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين، قال مسروق: فدخلت على عائشة رضي الله عنها، فقلت: هل رأى محمدٌ ربَّهُ؟ فقالت: لقد تكلمت بشيءٍ قفَّ له شعري، قلت: رويداً، ثم قرأت: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ


(١) الأنعام: ١٠٣.
(٢) الترمذي: نفس الموضع السابق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
(٣) الترمذي: نفس الموضع السابق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
(سدرة المنتهى) السدر: شجر النبق، والمنتهى: الغاية التي ينتهي إليها.
٢٨٥٥ - الترمذي (٥/ ٣٩٤، ٣٩٥) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٥٤ - باب "ومن سورة النجم" وقال الترمذي: وقد روى ابن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث، وحديث داود أقصر من حديث مجالد ومعناه في الصحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>