للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أهل التفسير (أو بأيدينا) بالقتل: إن أظهرتم ما في قلوبكم قتلناكم، وهو كما قالوا؛ لأن العذاب على ما يبطنونه من النفاق بأيدينا لا يكون إلا القتل لكفرهم (١) .

فهل بعد كل هذه الآيات الكريمات شك، في أن المرتد إذا أظهر كلمة الكفر، مثل المنافق، جزاؤه القتل بصريح القرآن الكريم؟ ! .

أما إذا كان المرتد ردته بينه وبين نفسه، ولم يعلن بها، فحكمه في هذه الحالة، حكم المنافق المعلوم نفاقه بعلامات المنافقين، غير أنه لم يعلن كلمة الكفر، فيعامل بحسب الظاهر من إيمانه، ويحصن به من القتل.

وهذا من حكم عدم قتل النبي بعض المنافقين مع علمه بنفاقهم!

أن أجري عليهم أحكام الدنيا على حسب الظاهر من إيمانهم والله يتولى السرائر وهذا ما أكده النبي (في مواقف عدة منها: ـ

قوله (لأسامة بن زيد رضي الله عنه لما أخبر النبي (أنه قتل من قال ((لا إله إلاَّ الله)) خوفاً من السيف، فقال له النبي (( (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا)) فما زال يكررها علىَّ حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ. وفي رواية قال له رسول الله (( (فكيف تصنع بلا إله إلاَّ الله، إذا جاءت يوم القيامة؟ قال يا رسول الله! استغفر لي. قال: وكيف تفعل بلا إله إلاَّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟ قال فجعل لا يزيده على أن يقول، كيف تصنع بلا إله إلاَّ الله إذا جاءت يوم القيامة؟ . (٢)

وقوله (للذي ساره في قتل رجل من المنافقين: ((أليس يشهد أن لا إله إلا


(١) الصارم المسلول على شتائم الرسول صـ ٣٤٥.
(٢) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم (بشرح النووي) كتاب الإيمان، باب تحريم الكافر بعد أن قال لا إله إلا الله ١/٣٧٦-٣٧ ٣٧٨ أرقام ١٥٨ - ١٦٠، والبخاري (بشرح فتح الباري) كتاب المغازي، باب بعث النبي (اسامة بن زيد إلي
الحرقات من جهينة ٧/٥٩٠ رقم ٤٢٦٩.

<<  <   >  >>