للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقال له: إذا كان القاضي قاهرً لأنه يتولى الأمر عمن هو ظل الله في الأرض، فلم لا كان الإمام الذي هو ظل الله في الأرض قاهرًا بنفس الاسم، وهذه المكانة، لأن الله تعالى هذا ظله قادر قاهر والله أعلم.

فإن قال: إن المجتمعين على نصب الإمام إنما يسلطونه على التصرف في أمور المسلمين فإذا لم يكن المسلمون في يده فيكون يتصرف لهم وعليهم! قيل: ولم قلتم أن المسلمين ليسوا في يده؟ فإن قال: لأنهم إذا لم يطيعوه لم يمكنهم أن رجهم إلى طاعته بالقهر والقوة. قيل: أرأيت لو كان له جند كان الجند يوصفون بأنهم في يده وسلطانه.

فإذا قالوا: نعم. قيل: فإنهم إذا استعصوا عليه لم يقدر على أن يجرهم إلى طاعته بالقهر والقوة، ولم يمنع ذلك أن يكونوا في يده. فما أنكرت أن ذلك حكم الجماعة وإن لم يكن جند؟ فإن قال: الجند في يده لما ألزمهم من طاعته.

قيل: وجماعة المسلمين في يده لما ألزمهم من طاعته. ويقال له: أن النبوة تعرى عن الإمامة، فما أنكرت أن الإمامة العارية عن النبوة تثبت، وإن لم يكن القوم في يد الإمام وبالله التوفيق.

فصل

إن سأل سائل عن الناس إذا لم يجدوا من قريش من يوجد فيه شيء من شرائط الإمامة كيف يصنعون؟

قيل له وبالله التوفيق: إن ذلك إن اتفق واتفاقه بعد كان الإمام من أقرب القبائل من قريش، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اصطفى كنانة من العرب واصطفى قريشً من كنانة) فإن كان الإمام قرشيًا وإلا فمن بني كنانة فإن لم يوجد فيهم فمن أقرب العرب من كنانة، ثم هكذا يرتقي من كل أقرب إلى الذي يليه في درجة العرب، حتى إذا استوفى بنو إسماعيل، ولم يعدل إلى بني إسحق، وإن كانوا أقرب به، لأنهما ابنا

<<  <  ج: ص:  >  >>