غامض في الناس لا يشار إليه بالأصابع، أطاع الله وأحسن عبادته في السر، وكان عيشه كفافًا، فأعجلت منيته، وقلت بواكيه وقل تراثه).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هل تدرون ما يقيم وجوهكم عند ربكم؟ قالوا: ما؟ قال: بالورع عما نهاكم الله عنه في كتابه وبحسن نياتكم فيما عند الله. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لولا ثلاث ما باليت أو لا أبقى في الأرض ساعة، لولا أني أعفر جنبي ساجدًا وأن أصوم يومًا طويل ما بين الطرفين وأن يغير وجهي في سبيل الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كيف أنتم إذا أشبعتم من ألوان الطعام؟ قالوا: ويكون ذلك يا رسول الله، قال: نعم، فإنكم أدركتموه، ومن أدركه منكم؟ فكبر القوم. ثم قال: كيف أنتم إذا سيرتم كما تسير الكعبة، فرق القوم وقالوا: رغبة يا نبي الله عن الكعبة. قال: لا ولكن من فضل تجدونه. قالوا: نحن يا نبي الله يومئذ خير أم نحن اليوم؟ قال: أنتم اليوم أفضل).
وروى أن بعض الصحابة أهدى له هدية فالتمس الرسول في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعها فيه، فلما وجد، قال:(ضعها بالجصص، فلو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما يبقى كافر منها شربة من ماء).
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ:{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} فقال: (إن النور إذا دخل القلب انشرح وانفتح. قالوا: وهل لذلك من علم يا نبي الله؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت). وقال أبو هريرة رضي الله عنه: انطلقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا بزقاق من أزقة المدينة، فإذا فيه عناق ميتة، فقال: والله الدنيا أهون على الله من هذه العناق على أهلها حين ألقوها).