قال القاضي: وأنه تعالى يتجلى لعباده المؤمنين في المعاد فيرونه بالأبصار على ما نطق به القرآن في قوله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، وأكد ذلك بقوله في الكافرين:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} تخصيصا منه تعالى برؤية المؤمنين، والتفرقة بينهم وبين الكافرين، وعلى ما وردت به السنن الصحيحة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن ذلك:-
حديث أبي هريرة: أن الناس قالوا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فقال عليه السلام:"هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ " قالوا: لا يا رسول الله.
قال:"هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ "، قالوا: لا يا رسول الله.
قال:" فإنكم ترونه كذلك"
ومنه حديث أبي سعيد الخدري قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا؟ قال:" هل تضارون في رؤية الشمس إذا كانت صحوا؟ " قلنا: لا، قال:"فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ كما لا تضارون في رؤيتها".