للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالرَّجم، فذكره بلفظ الجمع، كما قال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} (١) وقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} (٢) ونحوه.

{وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ} يعني: العلماء، وهم ولد هارون عيله السلام، واحدهم: حَبْر وحِبْر، وهو العالم المحكم للشيء، ومنه قيل لكعب بن ماتع (٣): كعب الأحبار، وكعب الحبر.

وقال الفراء: أكثر ما سمعت العرب تقول في واحد الأحبار: حِبْر، بكسر الحاء (٤).

واختلفوا في اشتقاق هذا الاسم، فقال الكسائي، وأبو عبيد (٥): هو من الحبر الذي يكتب به.

وقال النضر بن شميل: سألت الخليل عنه، فقال: هو من الحبار، وهو الأثر الحسن، وأنشد:


(١) النحل: ١٢٠.
(٢) النساء: ٥٤.
(٣) الحميري، اليماني، أسلم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان عالمًا بالتوراة، ونقل إلى الأمة من أخبارها العجائب، والغرائب، سامحه الله تعالى، وكان حسن الإسلام، متين الديانة، توفي بحمص ذاهبًا للغزو، في أواخر خلافة عثمان - رضي الله عنه -.
انظر: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٧/ ١٦١، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٤٨٩/ ٣، "شذرات الذهب" لابن العماد الحنبلي ١/ ٤٠.
(٤) لم أجده في "معاني القرآن"، وقد نقله عنه الطبري في "جامع البيان" ٦/ ٢٥٠.
(٥) الذي في "غريب الحديث" ١/ ٦٠ يناقض ما ذكره المؤلف، حيث قال أبو عبيد: وهو عندي بالحبر أشبه، لأنه مصدر من حبرته حبرا، أي: حسَّنته.
ونقل ابن منظور في "لسان العرب" (حبر) عنه ذلك أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>