للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأصْبَحَ صَالِحٌ فِينَا عَزِيزًا ... وَمَا عَدَلوا بصَاحِبِهم ذُؤَابَا

ولكن الغُوَاةَ مِن آلِ حجْرٍ ... تَوَلَّوْا بَعْدَ رُشْدِهِمُ ذيَابَا (١)

فلما خرجت الناقة قال صالح -عليه السلام-: هذِه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، فمكثت الناقة ومعها سقبها في أرض ثمود ترعى الشجر، وتشرب الماء فكانت ترد الماء غِبًا (٢) فإذا كان يومها وضعت رأسها في بئر من الحجر يقال لها بئر الناقة فما ترفعه حتّى تشرب كلّ ماء فيها فلا تدع قطرةً ماء فيها ثم ترفع رأسها، فَتَفْشَج حتى تَفْجَج (٣) لهم فيحتلبون ما شاؤوا من لبن فيشربون ويدخرون، حتّى يملأوا أوانيهم كلها، ثمّ تصدر من غير الفج (٤) الذي منه وردت لا تقدر على أن تصدر من حيث ترد تضيق عنها فلا ترجع منه.


(١) في (ت): ريابا. وقال أحمد شاكر في حاشية الطبري: وكان الصواب: ذُبَابَا.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٢/ ٥٣٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٦/ ٣٤٠، "البداية والنهاية" لابن كثير ١/ ١٣٤.
(٢) الغِبّ: أن ترد الإبلُ الماء يوماً وتدعه يوما.
انظر: "الصحاح" للجوهري ١/ ٢٠٩ (غبب).
(٣) الفَشْجُ والفَجُّ: تَفْريجُ ما بين رِّجْلَى الناقة لِتُحْلَبَ أَو تَبُولَ، والفَشْجُ دون التَّفاجِّ.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٤٥ (فشج).
(٤) الفَجُّ: الطريق الواسع بين جَبَلين، وقيل في جبَل.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٣٣٨ (فجج).

<<  <  ج: ص:  >  >>