للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أتيت أرض ثمود فذرعت مَصْدرَ الناقة فوجدته ستين ذراعًا (١)، حتّى إذا كان الغد كان يومهم فيشربون ما شاؤوا من الماء ويدخرون ما شاؤوا ليوم الناقة، فهم في ذلك في سعة ودعة وكانت الناقة تُصَيِّف إذا كان الحر على ظهر الوادي، فتهرب منها أغنامهم وبقرهم وإبلهم، فتهبط إلى بطن الوادي في حرّه وجدبه، وذلك أن المواشي كانت تنفر منها إذا رأتها، وتشتو ببطن الوادي إذا كان الشتاء، فتهرب مواشيهم إلى ظهر الوادي في البرد والجدب. فأضرّ ذلك بمواشيهم، للبلاء والاختبار. وكانت مراتعها في ما يزعمون الجِنَاب وحِسْمى (٢) كل ذلك ترعى مع واد الحجر (٣)، فكبر (٤) ذلك عليهم فعتوا عن أمر


(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٨/ ٢٣٠.
(٢) الجِنَابُ: أرض واسِعة تقع شمال خيبر وتمتد إلى تَيْمَاءَ.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ٨٦).
وحِسمى: من سلسلة جبال شرقي الأردن، وتقع جنوبي جبال الشراة، وتمتد حتى حدود الحجاز.
انظر: "المعالم الأثيرة" لمحمد شُرَّاب (ص ١٠٠) الطبعة الأولى دار القلم ١٤١١ هـ.
(٣) الحِجْرُ: ما زال يعرف بِاسمِهِ، وهو وادٍ يأخذ مِياه جِبالِ مدائِنِ صالِحٍ (أرض ثمود) ثم يصب فِي صَعِيدِ وَادِي القُرى فيمر سيله بِالْعُلا: المدِينة المعروفة، وأصبح وَادِي القُرى يسمى وادِي العُلا.
انظر: "معجم المعالم الجغرافية" لعاتق البلادي (ص ٩٣).
(٤) في الأصل: فكثر. وما أثبته من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>