للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صفته الغرور، (ولو أن قائلًا قال) (١) لآخر: (تعاهدني والزمني) (٢) لعلي أنفعك، فلزمه ولم ينفعه مع إطعامه (فيه ووعده لـ) (٣) كان غارًّا له، وتعالى (٤) الله عن ذلك (٥).

وأما المقام المحمود فهو المقام الذي يشفع فيه لأمته يحمده فيه (جميع الأولين والآخرين) (٦).


(١) في (م): فلو قال قائل.
(٢) في (م): يعاهدني.
(٣) من (أ).
(٤) في (م): ويتعالى.
(٥) هذا تلخيص لكلام الطبري في تفسير الآية حيث قال: وعسى من الله واجبة، وإنما وجه قول أهل العلم: عسى من الله واجبة لعلم المؤمنين أن الله لا يدع أن يفعل بعباده ما أطمعهم فيه من الجزاء على أعمالهم والعوض على طاعتهم إياهم، ليس من صفته الغرور، ولا شك أنه قد أطمع من قال ذلك له في نفعه إذا هو تعاهده ولزمه، فإن لزم المقول له ذلك وتعاهده ولزمه، فإن لزم المقول له ذلك وتعاهده ثم لم ينفعه ولا سبب يحول بينه وبين نفعه إياه مع الإطماع الذي تقدم منه لصاحبه على تعاهده إياه ولزومه، فإنه لصاحبه غار بما كان من إخلافه إياه فيما أطمعه فيه لقوله الذي قال له، وإذ كان ذلك كذلك وكان غير جائز أن يكون جل ثناؤه من صفته الغرور لعباده صح ووجب أن كل ما أطمعهم فيه من طمع على طاعته أو على فعل من الأفعال أو أمر أو نهي أمرهم به أو نهاهم عنه، فإنه موف لهم به، وإنه منه كالعدة التي لا يخلف الوفاء بها، قالوا: عسى ولعل من الله واجبة.
وتأويل الكلام: أقم الصلاة المفروضة يا محمد في هذِه الأوقات التي أمرتك بإقامتها فيها، ومن الليل فتهجد فرضًا فرضته عليك، لعل ربك أن يبعثك يوم القيامة مقامًا تقوم فيه محمودًا تحمد وتغبط فيه. "جامع البيان" ١٥/ ١٤٣.
(٦) في (أ)، (ز): الأولون والآخرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>