للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس. قال: فلما استتم كلامة قال: أنه من سليمان، وأنها لمن وصايا لقمان. فادرسها كلما شهدت الشهر واذكر شيخك الذي اعترك الدهر، وقلب أهله البطن الظهر، فعرف منهم السر والجهر. ثم ثاب إليه بعض الرمق فتجلد، ورأرأ بحدقتيه وأنشد:

إني لقد جربت أخلاق الورى ... حتى عرفت ما بدا وما اختفى

كل يذم الناس، فالذي نجا ... من ذمه يدخل في ذم الملا

والمرء مطبوع على البخل إذا ... جاد فجوده عن العرض فدى

يريد أن يغترف البحر ولا ... يترك منه قطرة تروي الظما

ينسى من المحسن طوداً قد رسا ... وليس ينسى ذرة ممن أسا

ولا يحب غير نفسه فما ... أحبه فهو إلى النفس انتهى

<<  <   >  >>