المآثر والآثار، واشطروا شطر من تقدمكم من خوالي الأعصار، واذكروا أيامهم المخلدة في بطون الأسفار، لتكون لأنفسكم كالريحان. ولعزائمكم كالمضمار. قال: فانبرى له شيخ كالأفعوان، عليه حلة أرجوان. وقال: يا مولاي قد مدحت فأكرمت، ونصحت فأحكمت. ولكن ما هي أيام العرب التي أشرت إليها، ومواقعها المنصوص عليها؟ ففكر، ثم قدر، ثم قال: قد أنسانيها الشيطان فذكر إن كنت ممن تذكر. فأطرق برهة وهو ينكت في الأرض، ثم قال: تعالوا أتل عليكم ما يبقى ذكره إلى يوم العرض. وأنشد:
قد ذكر القوم لأيام العرب ... مواقعاً تدعى بهن كاللقب