للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخلنا سروج في صبحة يومٍ داجن. فترجلنا عن أنضائنا الطليحة، ونزلنا في غرفة فسيحة. ولبثنا هناك بضعاً من الليالي، نتفقد البرج المشيد والطلل البالي، ونلتمس آثار من كان في العصر الخالي. حتى كان يوم المهرجان، فضبثت مخالب الشيخ بالصولجان، وقال: هذا يومٌ يجتمع فيه الإنس والجان. وخرج بي في صدر ذلك اليوم، حتى انتهينا إلى منتدى القوم. فوجدنا هناك فجاجاً، وماء ثجاجاً، وناساً يدخلون أفواجاً. فتوسم الشيخ أوجه الناس، وجلس عن جانب أوجه الجلاس. فلما سكنت الضوضاء، أعرض بوجهه إلى الفضاء. وقال: يا أبا عبادة إني قد أزمعت السفر، ولا أدري هل يجمع بيننا القدر. فخذ عني ما ألقيه إليك، والله خليفتي عليك. قلت: أطرف بما عندك، لا ذقت فقدك، ولا حييت بعدك! فقال: يا بني إذا ركبت متن الصحراء، فاطلب خد

<<  <   >  >>