عرض ولا نقد، وقال: هلم إلى القاضي لإمضاء العقد. فانطلق معه الشيخ والجارية، وهو يريد أن يأخذها ولو بقرطي مارية. فلما دخلوا على القاضي قال الشيخ: يا مولاي إن هذا الفتى قد خطب امرأتي إلي، وهي غير مطلقةٍ من عصمتي ولا مطلقةٍ من يدي. فاعقد له عليها إن رأيت، وإلا فق له: اذهب من حيث أتيت! فقال الفتى: كلا يا مولاي إنها سليلته، لا حليلته. فقال القاضي: إن جئت ببينة لذاك، وإلا فقد سقطت دعواك. ولما نظر القاضي إلى توقفه، أمر بطرده عن موقفه، وأخذ يعنف الشيخ سوء تصرفه. فتباكى الشيخ وتنهد، ثم أشار إلى القاضي وأنشد:
قد رجم الدهر بشهب النحس ... حتى هممت بفراق عرسي
خوفاً عليها من حلول الرمس ... لشدة العيش وضنك النفس!
ما برحت، مذ أربع أو خمس، ... تصبح في مجاعة وتمسي!
ولا أرى في راحتي من فلس ... يقوم بالطعم لها واللبس