الألباء، وتناقش به فحول الأطباء. فإن شئت جعلنا الساعة موعداً، وأتيناك بها غداً. قال: ذاك إليك، فنهض وقال: السلام عليك. وخرج وهو قد اعتضد الصولجان، وانساب انسياب الأفعوان. قال سهيل: فابتدرت الخروج على الأثر، قبل أن يتوارى عن النظر. فأدركته عن أمد يسير، وهو ينشد كحادي البعير:
الحمد لله وللفرار ... فقد نجوت من فضوح العار!
أفلت من جرادة العيار ... ما لي وللنضال والحوار
ما أنا بالرازي ولا البخاري ... وليس لي في الطب من أسفار
أدرسها في الليل والنهار ... وسائل مماحك مهذار
يسألني عن غامض الأسرار ... جعلت مثل الخادع الغرار
موعده الساعة فوق النار ... فقل له: صبراً على انتظاري!