قال سهيل: فلما فرغ الفتى من حواره، وشفى غليل أواره. أقبل على الشيخ وقال: شهد الله أنك علامة الدنيا، وغاية الأدب القصيا. فما برنا في جانب أمرك الجلل إلا رشحة من بلل، أو هبوةٌ من طلل. ثم ألقى ديناراً في ردن البجاد، وقال: كل صعلوك جواد وجعل يطوف على القوم كجابي الوضيعة، وهو يقول: الصنيعة، من كرم الطبيعة. فلم يبق في الجماعة إلا من أعجبته صفاته، ونديت له صفاته. فلما أتم مسعاه، تلقى الشيخ وحياه، وقال: قد جئناك ببضاعة مزجاة. فقبل مفرقه وقال: حياك الله لقد انتشلت الغريق ودرأت الخريق، عن الحريق، فهل لك أن تدلني على الطريق؟