للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: إن عرفت أنواع الخيوط، فأنت مركز الخطوط. فزمجر كالأسد، وقال: أعوذ بالله من شر حاسدٍ إذا حسد، ثم أنشد:

للخرز السلك كسمط الجوهر ... يذكر، والنصاح خيط الإبر

والزيج للبناء، والسباق ... لرجل طيرٍ جارحٍ يساق

كذا لخلف الناقة الصرار ... يشد كي لا يرضع الحوار

وهكذا رتيمة التذكر ... تعقد خوف غفلةٍ في الخنصر

قال: فلما فرغ الفتى من النضال، وشفى الداء العضال. حدق القوم إلى الشيخ بالأبصار، وقالوا: شهد الله أنك نابغة الأعصار، وداهية البوادي والأمصار. وقد حق علينا أن نفرغ عليك قطراً، كلما كتبنا من أبياتك سطراً. فأملها علينا شطراً فشطراً. قال: إن لي كاتباً أجرى من الطمرة، وأحظ من مرامر بن مرة. ثم أشار إلي وقال: اكتب يا أبا عبادة واندفق في الإملاء كالمزادة. فلما

<<  <   >  >>