للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال سهيل بن عباد: نزلت في غور تهامة، بقوم من أولي الشهامة. فكنا نقضي النهار بالنزاهة، والليل بالفكاهة. حتى إذا كنا في مجلس طرب على صحاف من غرب، فيها أقط وضرب، إذ قيل: قد وفد خطيب العرب. فنزعنا عن لقاء الطيب، إلى لقاء الخطيب. وإذا رجل مقتبل الشباب، على يعبوب يندفق كالعباب. وفي إثره شيخ عليه جبة أتحمية وعمامة عند مية، وهو يرتضخ لكنة أعجمية. فعرفته عند عيانه، على عجمه لسانه. وقلت: هذه فاتحة المساعي وفالية الأفاعي. فلما احتفل النادي جثم شيخنا كأنه صخرة الوادي. وجعل ينضنض كالحية الرقطاء وإذا تكلم يبذل الضاد بالظاء. فاقتحمته أعين الجماعة وعافوا

<<  <   >  >>