أودعها الخمار سجناً لازبا ... ولم يزل يرد عنها الطالبا
حتى ينال منه حقاً واجباً ... وقد أتيت فربضت جانباً
إذا لم يكن لي النضار صاحباً ... فقمت أعدو في الطريق ذاهبا
إلى حمى القوم فقمت خاطباً ... ونلت من كرامهم مواهبا
إن لم تكن حق فداءٍ راتبا ... فهي جزاء مدحهم، لا سالبا
أخذتها أو سارقاً أو ناهبا ... وعن قليل ستراني تائباً
فيصفح الرحمن عني ثائبا ... يمحو الذي كان علي كاتبا
قال: فكسرت من حوله في احتياله وغوله في اغتياله. وابتدرت التسليم عليه، والتسليم إليه. فقابلني بوجه طلق وحياني بلسان ملق وقال: أعط أخاك تمرة فإن أبى فجمرة. ثم قال: يا بني قد ورد النهي عن الخمر صرفاً، وأنا أشربها بالماء فلا ينكر ذلك شرعاً ولا عرفاً. فاشرب عن يميني إن كنت على يقيني، وإلا فلكم دينكم ولي ديني. فجاريته خوفاً من شر شيطانه الرجيم، وقرأت: "فمن