اللصوص وخرجنا نجد المسير. ولما استوى الشيخ على القتب، أخذته هزة الطرب. فأنشأ يقول:
أنا الخزامي سليل العرب ... أذهب بين الناس كل مذهب
وألبس الجد ثياب اللعب ... وأستقي من كل برق خلب
وأتقي باللطف كل مخلب ... وألتقي الرمح بلدن القصب
ولا أبالي بالفتى المجرب ... لو أنه عمرو بن معدي كرب
علي درع من نسيج الأدب ... تكل عنها ماضيات القضب
ولي لسان من بقايا الحقب ... يقنص بالمكر أسود الهضب
والصدق، إن ألقاك تحت العطب، ... لا خير فيه فاعتصم بالكذب
بمثل هذا كان يوصيني أبي
قال: فلما فرع من إنشاده، تزمل ببجاده. وقال: يا قوم اتبعوا من لا يسألكم أجراً، ولا تستطيعون بدونه نصراً. ثم انطلق بين أيدينا كالدليل، وهو يمزج الوخد بالذميل، إلى أن نشرت راية الأصيل. فنزلنا وارتبطنا الأنعام، وأضرمنا النار للطعام. وقال