الصداقة. ويطلب أن أبادر إليه ببعض الأشربة مما وصفه له بعض أهل التجربة. فساءني ما به من توعك المزاج، وأشفقت من تأخر العلاج، فبادرت برقعته الواصلة، إلى سوق الصيادلة. وأخذت له ما أراد كما يريد، وانطلقت إليه أعدو كخيل البريد. وبينما أنا أجري مليحاً، وأقعد طليحاً. لمحت شيخنا الخزامي وابنته بجانب الطريق، ولديهما فتى قد لبس البياض وتختم بالعقيق. فوثبت كالظبي المقمر إليه، حتى أقبلت عليه. فتقدمت، ثم سلمت. فأجابني بالفارسية، وأعرض عن تمام التحية. فقلت هذه إحدى مكايده. قد جعلها من مصايده. وطويت عنه كشحاً، وضربت صفحاً. فتماشيت القهقرى، وتواريت بحيث أرى ولا أرى. فرأيت الشيخ قد أشاح بوجهه عن الجارية والغلام، وجعل يدمدم بلغة الأعجام. والفتى يخالس الجارية النظر؛ ويغازلها على حذر. فقالت: إن صاحبنا أعجم طمطم، لا يفهم ولا يفهم. وقد لقيته وفاقاً. لكنني أرى عينه قد