للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدث سهيل بن عباد قال: نهضت من الأهواز، أريد قطر الحجاز. فخرجت أطوي السباسب والبسابس، في عصبة من أولي الخلابس. فكنت أتفكه منهم بالحديث، وأنتقل منه بالقديم إلى الحديث. وما زلنا نظعن في المفاوز ونضرب، حتى دخلنا مدينة يثرب. فأقمنا بها غرار شهر، كغرة في جبين الدهر. وبينما نحن في ليلة بين الرحال، إلى جيرة بمكان الكليتين من الطحال. سمعنا زفرة متنهد، يليها صوت كئيب ينشد:

يا من يرد علي ما فقدت يدي ... هيهات ليس يرد أمس إلى الغد!

فقدت يدي طيب الحياة! وهل ترى ... لي مطمع في الغابر المتجدد؟

ماذا يفيد العيش صاحب كربة ... لهفان يمسي في الهموم ويغتدي؟

الموت أطيب من حياة مرة ... تقضى لياليها كقضم الجلمد!

مضت الليالي البيض في زمن الصبا ... وأتى المشيب بكل يوم أسود

<<  <   >  >>