ريثما دخل المقام، وفرغ من السلام. ثم دخلت فحييت القوم، فقام مسلماً علي كأن لا عهد بيننا مذ اليوم. ولما استقر بي القرار أشار إلي، وقال: مهيم يا بني؟ قلت: قد هجمت بي على هذا المجلس، رقعة كصحيفة المتلمس. فإن كشف لي هذا النادي حجابها المستور، وإلا فقد يئست منها كما يئس الكفار من أصحاب القبور. قال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، فكم ركب هنا مثلها طبقاً عن طبق. فقرأتها أقول:
سمحت في الشام بألف كامل ... مقتبساً مسألة من سائل
يقول: أي اسم بغير طائل ... يركب في التركيب متن الباطل
ليس بمعمول ولا بعامل ... وربما أفاد غير العاقل
فوق إفادة اللبيب الفاضل ... وقد جعلت مثل ذالك النائل
لمن يجيء بالجواب الفاصل
قال: فأطرق كل من حضر، ولم يقفوا على خبر ولا خبر. وجعل الطلبة