عليه الإنسان. فالجمال سمة بارزه في الإنسان، مثلما هو مثبوت في الأعيان الأخرى، وهو في الحقيقة آية عظيمة، تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى وإبداعه، إذ إنه لم يخلق الخلق فحسب، ولكنه خلق فأحكم، وبرأ فأبدع، وصبغ فأحسن، ولا يستطيع أحد - ولو أعانه أهل الأرض جميعا - أن يأتي بمثل خلقه في الجمال والإبداع.
ب - جمال معنوي: ويتمثل في أمور كثيرة، لا تدرك بالحس والرؤية، ولكنها تدرك بالعقل الواعي، والبصيرة المفتوحة. ويمكن تصنيفها كالأتي: -
- الأقوال: فالجمال المعنوي موجود في الأقوال الحسنة، والألفاظ الطيبة، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فقد جعل الله الدعوة إلى الإسلام، والنطق بكلمة الشهادة من أحسن الأقوال وأجملها، فدل ذلك على أن الجمال موجود في الأقوال التي يقولها الناس، وفي الألفاظ التي ينطقونها لا من حيث تركيبها اللفظي وصياغتها البلاغية، ولكن بالنظر إلى ما تحمله من المعاني والمدلولات.