للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما يزهدني في أرض أندلس ... سماعُ معتضدٍ فيها ومعتمد

أسماءُ مملكة في غير موضعها ... كالهرّ يحكي انتفاخًا صولة الأسد

(٤١)

وقال (١) في النارنج:

ودوحة نارنج بُهتنا بحسنها ... وقد نشرت أغصانها للتأوُّد

ونارنجها فوق الغصون كأنه ... نجومُ عقيق في سماء زبرجد

(٤٢)

وقال (٢):

معتدل القامة والقدٌ ... مورَّد الوجنة والخدٌ

لو وضع الورد على خدِّه ... ما عُرف الخدِّ من الورد


= أميرًا فملك مدينة تدمير وكان سيء التدبير ثم وثب يبخس حقوق مولاه ويعقه فتحيل المعتمد عليه وقتله بيده سنة ٤٧٧ هـ بقصره في إشبيلية. ومن جملة ذنوبه عند المعتمد ما بلغه عنه من هجائه وهجاء أبيه المعتضد في بيتين هما كانا من أكبر أسباب قتله وهما:
مما يقبح عندي ذكر أندلس البيتين - ولا بد أن يكون أخذ الخبر من مصدر يوثق به ولم يذكرهما صاحب القلائد فإذن لا يعد إذًا أن قلنا أن صاحبنا تمثل بهما وكم من شعر عزى التي المتمثل به لما جهل قائله. وأما خبر البيتين فإنا نذكره أن شاء الله في شعر ابن شرف وهو به أليط. وفي النفح ٢: ٤٧٥ ما يدلك أيضًا على أن البيتين لغير صاحبنا حيث سمى قائلهما كافرًا لنعم بني عباد عليه ومعلوم أن لم يصل إلى ابن رشيق شيء من نعمهم حيث لم يفد عليهم وكذا في مجموعة تاريخ بني عباد. والعجب كل العجب من ابن خلدون حيث عزاهما في مقدمته (مصر سنة ١٣١١ هـ) ص ٣ و ١٣٦ إلى ابن شرف.
(١) البساط وحلبة الكميت غير معزو إلى أحد ٢٦٦ - وما أحسن قول ابن المعتز:
كأنما النارنج لما بدت ... صفرته في حمرة كاللهيب
وجنة معشوق رأى عاشقا ... فاصفر ثم احمر خوف الرقيب
وقوله:
وكأنما النارنج في أغصانه ... من خالص الذهب الذي لم يخلط
كرة رماها الصولجان إلى الهوا ... فتعلقت في جوه لم تسقط
(٢) الشريشي ١: ٤٦ ودي ساسي ٣٧ وديوان الصبابة غير البيت الثاني ١٩٠ - وله في المعنى بيتان يأتيان في الهاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>