قال الخطيب: وكان صدوقًا، كتبتُ عنه، وكتب عني كثيرًا، ولم يزل ببغداد حتى توفِّي بها (١).
وقال أبو الوليد الباجي: الصُّوريُّ أحفظ مَنْ رأيناه.
وذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الطبقة التَّاسعة من الحُفَّاظ.
وقال عبد المحسن الشِّيحي: ما رأينا مِثْلَه، كان كأنّه شُعْلة نار بلسان كالحُسَام القاطع.
وقال المبارك بن عبد الجَبَّار: كتبتُ عن جماعةٍ فما رأيت فيهم أحفظَ من الصُّوري، كان يكتب بعينٍ واحدة، وكان متفنّنًا، يعرف من كل عِلْم، وقوله حُجَّة، وعنه أخذ الخطيب عِلْمَ الحديث.
وقال السِّلَفي: كتب الصُّوري "صحيح البخاري" في سبعة أطباق من الورق البغدادي، ولم يكن له سوى عينٍ واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد البَاجي في كتاب "فِرَق الفقهاء": حَدَّثنا أبو عبد الله محمدُ بنُ علي الوَرَّاق -وكان ثقة مُتْقنًا- أَنَّه شاهد أبا عبد الله الصُّوري وكان فيه حسن خُلُق، ومُزَاح وضَحِكٌ، لم يكن وراء ذلك إلَّا الخير والدِّين، ولكنه كان شيئًا جُبِلَ عليه، ولم يكن في ذلك بالخارِق للعادة، فقرأ يومًا جُزْءًا على أبي العَبَّاس الرَّازي وعَنَّ له أمرٌ أضحكه وكان بالحَضرة جماعةٌ من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا: هذا لا يَصْلُح، ولا يليق بعِلْمك وتقدُّمك أن تقرأ حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسَلَّم وأنت تضحك. وكثَّروا عليه، وقالوا: شيوخُ بلدنا لا يَرْضَون بهذا. فقال: ما في بلدكم شيخٌ إلّا يجب أن يَقْعُد بين يدي ويقتدي بي، ودليل ذلك