للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابنُ النَّجَّار: كان ثِقَةً، ثَبْتًا، حَسَنَ الطَّريقة، متديِّنًا، فقيرًا، متعفِّفًا، نظيفًا، نَزِهًا، وَقَفَ كُتُبَه، وخَلّف ثيابًا خليعًا (١)، وثلاثة دنانير، ولم يُعقب، سمعت ابن سُكينة، وابنَ الأخْضر وغيرهما يكثرون الثَّناء عليه، ويصفونه بالحِفْظ والإتقان والدِّيانة، والمحافظة على السُّنَن والنَّوافل، وسمِعْت جماعةً من شيوخي يذكرون [أن] (٢) ابن ناصر وابن الجواليقي، كانا يقرأان على أبي زكريا التَّبْريزي، ويَطْلُبان الحديثَ فكان الناس يقولون: يخرج ابنُ ناصر لغوي بغداد، وابن الجَوَاليقي محدِّثُها، فانعكس الأمرُ وانقلب.

قال: وسمعت ابنَ سُكينة يقول: قلتُ لابنِ ناصر: أريد أن أقرأ عليك "ديوان المُتنَبِّي" و "شَرْحَه" لأبي زكريا، فقال: إنك دائمًا تقرأُ عليَّ الحديث مجَّانًا، وهذا شِعْر، ونحن نحتاج إلى نَفَقة. فأعطاني أبي خمسة دنانير، فدفعْتُها إليه، وقرأتُ عليه الكِتاب.

ثم ذكر ابنُ النَّجَّار سببَ انتقال ابن ناصر من مَذْهب الشَّافعي إلى مذهب أحمد (٣).

وقد توفِّي ابنُ ناصر في ثامن عشر شعبان سنةَ خمسين وخمس مئة.


(١) ثوب خليع: خَلَق. "اللسان" (خلع).
(٢) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٢٩٠.
(٣) انظر الخبر في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٢٩١، وانظره مفصلًا في "ذيل طبقات الحنابلة": ١/ ٩٨ - ٩٩، في ترجمة أبي منصور الخياط.

<<  <  ج: ص:  >  >>