للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وبعد.

فقد عُني الفقهاء منذ القدم بدراسة المسائل الفقهية النازلة والوقائع الحادثة وجعلها في مدونات ومصنفات مستقلة؛ الأمر الذي ترجموا فيه قول الله تبارك وتعالى: {اليَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [سورة المائدة: ٣].

ذلك أن للنظر والاجتهاد في أحكام النوازل مقامًا ساميًا في الإسلام، وهو الميدان الفسيح الذي يستوعب ما جد من شؤون الحياة والأحياء، وتعرف من خلاله أحكام الشرع في الوقائع والمستجدات الدينية والدنيوية.

وقد أسهم مجتهدو الأمة على اختلاف مراتبهم في هذا المجال بأوفر نصيب، وبذلوا في النظر فيها الجهد العظيم؛ حتى لا تكاد تجد مجتهدًا مبرزًا إلا وله مصنف أو أكثر في النوازل والإفتاء، ومما طبع في ذلك: فتاوى ابن رشد (١)، وفتاوى القفّال (٢) , وفتاوى ابن زيد القيرواني (٣) , وفتاوى البلقيني (٤) , وفتاوى النووي (٥) , وفتاوى البغوي (٦) , وفتاوى العلائي (٧)، ومجموع فتاوى ابن تيمية (٨)، والدرر السنية في الأجوبة النجدية (٩)، ومجموع فتاوى ابن باز (١٠).

ولا غرابة في ذلك؛ إذ هو فرع - أي: الاجتهاد - من دوحة الشريعة الحنيفية، ولبنة هامة يؤسس عليها نظام التشريع الإسلامي، وتظهر بها صلاحيته المطلقة لكل زمان ومكان.


(١) طبعته دار المغرب الإسلامي بتونس, عام ١٤٠٧ هـ.
(٢) طبعته دار ابن القيم بالرياض, ودار ابن عفان بالقاهرة, عام ١٤٣٢ هـ.
(٣) طبعته دار المغرب الإسلامي بتونس, عام ٢٠٠٤ م.
(٤) طبعته دار ابن القيم بالرياض, ودار ابن عفان بالقاهرة, عام ١٤٣٦ هـ.
(٥) طبعته دار ابن القيم بالرياض, ودار ابن عفان بالقاهرة, عام ١٤٣٥ هـ.
(٦) طبعته دار النوادر بدمشق, عام ١٤٣١ هـ.
(٧) طبعته دار المغرب الإسلامي بتونس, عام ٢٠٠٢ م.
(٨) طبع عام ١٤٢٣ هـ.
(٩) طبع عام ١٤٢٥ هـ.
(١٠) طبعته الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء, عام ١٤٣٣ هـ.

<<  <   >  >>