للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأدوات أو ما أشبه الأدوات، فما فعل الناظم في هذا الباب وغيره صواب لم يخرج به عن النظر القياسي النحوي على هذه الطريقة.

ثم نرجع إلى كلام الناظم فقوله: (بعض وبين وابتدئ في الأمكنة (بمن) ... ) إلى آخره جعل (من) أولاً على قسمين: زائدٍة، وغيره زائداة.

فأما غير الزائدة: فلها عنده في الوضع الأول أربعة معانٍ:

أحدها: أن تأتي للتبعيض بقوله: (بعض) أي بعض بها ما أتى بعدها، أي أجعل الفعل الذي تعلقت به مسلطًا على مجرورها بقيد التبعيض فيه، وذلك قولك: أكلت من الرغيف، وشربت من الماء. وفي القرآن الكريم: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعٍض، منهم من كلم الله}. {فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر}. {والله خلق كل دابٍة من ماء، فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع}. {ومنهم من يستمعون إليك}. {ومنهم من ينظر إليك}.

وعلامة كونها للتبعيض صلاحية بعٍض مكانها، كما جاء في قراءة عبد الله: {تنالوا البر حتى تنفقوا بعض ما تحبون}. وهذا المعنى متفق عليه في (من).

والثاني: أن تأتي لبيان الجنس، وهو قوله: (وبين) أي أجعلها للبيان مثاله

<<  <  ج: ص:  >  >>